هذه الترجمة قد لا تعكس التغييرات التي تم إدخالها منذ 2021-07-16 على النسخة الإنجليزية اﻷصلية.

من المستحسن أن تلقي نظرة على هذه التغييرات. من فضلك، راجع تعليمات الترجمة للحصول على المعلومات المتعلقة بتسليم وتنسيق ترجمات هذه المقالة.

شتان ما بين انعدام الكمال والاضطهاد

بقلم ريتشارد ستالمن

عندما يفتقر برنامج حر إلى وظائف يود المستخدمون التوفر عليها، فإن ذلك يعد أمراً مؤسفاً؛ ونحن نطلب من اﻷشخاص أن يضيفوا ما يفتقده المستخدمون. قد يذهب بعضهم أبعد من ذلك ويدعي بأنه من المستحيل اعتبار البرنامج حراً طالما كان يفتقر لوظيفة معينة — طالما كان يحرم المستخدم من الحرية 0 (حرية تشغيل البرنامج كما تشاء) أو طالما لم يدعم صنفاً معيناً من الاستخدامات. وهذه حجة تضليلية لأنها تقوم على الخلط بين اﻷداء والحرية، وانعدام الكمال والاضطهاد.

كل برنامج يتوفر حتماً على سلسلة من الوظائف ويفتقر إلى أخرى قد يكون من المحبذ توفرها. هناك بعض المهام التي يمكنه إنجازها، ومهام أخرى لن يستطيع إنجازها دون عمل إضافي. هذه هي طبيعة البرمجيات.

غياب وظيفة جوهرية في برنامج ما قد يدفع المستخدم لاعتباره برنامجاً غير صالح للاستعمال بالمرة. مثلاً، إذا كنت لا تفهم إلا الواجهات الرسومية، فإن استخدام برنامج يعتمد على سطر اﻷوامر قد يعد أمراً مستحيلاً بالنسبة لك. إذا لم تستطع رؤية الشاشة، فإنك لن تتمكن من استخدام برنامج دون قارئ شاشة. إذا كنت لا تتكلم إلا اليونانية، فإنك لن تقدر على استخدام برنامج تعرض قوائمه ورسائله باللغة الإنجليزية فقط. إذا كانت برامجك مكتوبة بلغة آدا، فإنك لن تستطيع استخدام مُصرّف سي. ليس من المعقول أن يُطلب منك تجاوز هذه العقبات بنفسك. ينبغي على البرمجيات الحرة إذاً أن توفر لك الوظائف التي تحتاج إليها.

حتى وإن كان من المفترض أن يوفر البرنامج الحر الوظائف المذكورة، فإن غياب هذه الأخيرة لا يجعل من البرنامج المعني برنامجاً احتكارياً. فالأمر هنا يتعلق بانعدام الكمال، وليس بالاضطهاد.

عندما يجعل المطور برنامجه احتكارياً، فإنه يرتكب عملاً ظالماً لأنه يحرم كل شخص يستخدم البرنامج من الحرية. في هذه الحالة، فإن المطور يستحق الإدانة، لأنه رفع هذا الظلم ليس بيد أي شخص آخر طالما تمسك المطور بموقفه. نحن نستطيع ونحاول إنقاذ الضحايا عبر تطوير بدائل حرة، لكننا لا نستطيع تحويل البرامج الاحتكارية إلى برامج حرة.

تطوير برنامج حر دون إضافة وظيفة هامة لا يشكل إيذاءً ﻷي شخص كان. كل ما يعنيه ذلك هو أننا نؤتي عملاً حسناً، لكن ليس بالقدر المطلوب لتلبية حاجيات الناس. لا أحد يستحق الإدانة بسبب عدم تطويره لوظيفة مفتقدة في برنامج ما، طالما كان ذلك متاحاً لكل شخص يتوفر على القدرات اللازمة. مُعاتبةُ مطوري البرمجيات الحرة بشكل انتقائي لأنهم لم ينجزوا عملاً إضافياً يعد تصرفاً انهزامياً ونوعاً من نكران الجميل.

ما يمكننا القيام به هو الإشارة إلى أن إتمام المهمة يتطلب القيام بعمل إضافي. وهذا تصرف بناء لأنه يساعدنا على إقناع اﻵخرين بضرورة إنجاز هذا العمل.

إذا كنت ترى بأن توفر ملحق برمجي ما في برنامج حر يعد أمراً ضرورياً، فتفضل بالإشارة إلى ذلك بشكل يحترم المساهمين. لا تنتقد الأشخاص الذين زودونا بالكود المفيد الذي نتوفر عليه، بل ابحث عن طريقة لتكملة العمل. يمكنك حث مطوري البرنامج على الانتباه إلى الوظيفة المفتقدة عند توفرهم على الوقت اللازم. كما يمكنك مد يد العون، أو جلب أشخاص آخرين، أو جمع التبرعات لدعم العمل المنجز.