هذه الترجمة قد لا تعكس التغييرات التي تم إدخالها منذ 2009-12-14 على النسخة الإنجليزية اﻷصلية.

من فضلك، راجع تعليمات الترجمة للحصول على المعلومات المتعلقة بتسليم وتنسيق ترجمات هذه المقالة.

بيان مشروع غنو

كتب ريتشارد ستولمن بيان غنو (الظاهر أدناه) عند انطلاقة مشروع غنو طالبًا الانضمام والدعم. كان البيان يُحدّث بشكل طفيف في السنوات القليلة الأولى، لكننا نرى الآن أنه من الأفضل إبقاؤه غير معدّل كما شاهده معظم الناس.

ومنذ ذلك الحين، اكتشفنا إساءة فهم معينة ناتجة عن صياغة يمكن تفاديها. أضيفت هوامش في عام 1993 للمساعدة في توضيح تلك النقاط.

لمعلومات مُحدّثة عن برمجيات غنو المتوفرة، من فضلك راجع المعلومات المتوفرة على خادومنا وتحديدًا قائمة البرمجيات. ولمعلومات عن كيفية المساهمة، راجع http://www.gnu.org/help.

ما هو غنو؟ غنو ليس يونكس!

غنو -المشتق من غنو ليس يونكس- اسم نظام التشغيل البرمجي الكامل المتوافق مع يونكس الذي أقوم بكتابته لأوزعه بالمجان على أي شخص يستطيع استخدامه.(1) يقوم عدد من المتطوعين بمساعدتي. نحن بأمس الحاجة إلى المساهمة بالوقت والمال والبرامج والمعدات.

إلى الآن لدينا محرر النصوص إيماكس مع أوامر Lisp للكتابة ومنقح للمستوى المصدري ومولد محلل متوافق مع yacc ورابط وما يقارب 35 أداة مساعدة أخرى. الشل (مفسر الأوامر) مكتمل تقريبًا. مصرّف سي الجديد المحمول الأمثل صرّف نفسه وقد يُصدر هذه السنة. توجد نواة مبدئية لكن ثمة مزايا كثيرة أخرى مطلوبة لمحاكاة يونكس. عندما تنتهي النواة والمصرف، سوف يصبح من الممكن توزيع إصدار نظام غنو ملائم لتطوير البرامج. سوف نستخدم تخ كمنسق للنصوص، لكننا نعمل أيَصا على nroff. سوف نستخدم أيضًا نظام النوفذة الحر المحمول. وبعد ذلك سوف نضيف Common Lisp ولعبة إمبراطوريات وبرنامج جداول ومئات الأشياء الأخرى بالإضافة إلى توثيق بهيئة إلكترونية. نأمل أخيرًا أن نوفر كل شيء مفيد يأتي عادة مع نظام يونكس وأكثر.

سوف يتمكن غنو من تشغيل برامج يونكس، لكنه لن يكون مطابقًا ليونكس. سوف نجري كل التحسينات الملائمة، بناءً على خبرتنا في أنظمة التشغيل الأخرى. عمليًا، نخطط أن يكون لدينا أسماء ملفات أطول وأرقام نُسَخ للملفات ونظام ملفات ضد الانهيار وربما إكمال لأسماء الملفات ودعم للعرض الطرفي المستقل وربما أخيرًا نظام نوفذة مبني على Lisp الذي ستتمكن فيه برامج Lisp وبرامج يونكس العادية من مشاركة نافذة. سوف تكون C و Lisp لغتي برمجة النظام. سوف نعمل على دعم UUCP و MIT Chaosnet وموافيق الإنترنت كوسيلة للاتصال.

هدف غنو المبدئي طبقة أجهزة 68000/16000 ذات الذاكرة الوهمية، لأنها أسهل أجهزة يمكن تشغيله عليها. سوف يُترك تشغيله على الأجهزة الأصغر للأشخاص الذين يريدون تشغيله عليها.

لتفادي لغط كبير، من فضلك انطق حرف g في الاسم الإنجليزي ”GNU“ عندما يكون في سياق اسم هذا المشروع.

لماذا تتحتم علي كتابة غنو

أرى أن القاعدة الذهبية أنه إذا أعجبني برنامج فيجب أن أشاركه مع من يحبونه. يريد بائعو البرمجيات تفريق المستخدمين والسيادة عليهم بحمل المستخدمين على الموافقة على عدم مشاركة البرامج مع الآخرين. إنني أرفض تمزيق الود بيني وبين المستخدمين الآخرين بهذه الطريقة. لا ينبغي علي -بضمير حي- أن أوقع اتفاقية سرية أو اتفاقية ترخيص برمجية. كنت أقاوم مثل هذه الأساليب غير الأخلاقية عندما كنت أعمل في مختبر الذكاء الاصطناعي، لكنهم تمادوا لدرجة أنني لم أستطع أن أبقى في معهد يتبع هذه الأساليب معي وبرفض مني.

ولأستمر في استخدام الحواسيب دون عار، قرّرت أن أضع كيانًا كافيًا للبرمجيات الحرة لأتمكن من المضي قدمًا بدون أي برمجيات غير حرة. استقلت من معهد الذكاء الاصطناعي لأحجب أي سلطة قانونية لMIT تمنعني من نشر غنو.

لماذا سيتوافق غنو مع يونكس

يونكس ليس نظامًا مثاليًا، لكنه ليس سيئًا؛ وأظن أن مزايا يونكس الأساسية كافية، وأعتقد أنني أستطيع شغل ما يفقده يونكس بدون تشويهه. إن الأنظمة المتوافقة مع يونكس تُسهّل على كثيرين اعتماد النظام.

كيف سيتوفر غنو

غنو ليس في الملكية العامة. سيُسمح للجميع بتعديله وإعادة توزيعه، لكن لن يسمح لأي موزّع بتقييد التوزيع. هذا يعني أن التعديلات المحتكرة لن يُسمح بها. أريد أن أضمن أن جميع نسخ غنو تظل حرة.

لماذا سيرغب مبرمجون آخرون كثر بالمساعدة

وجدت أن مبرمجين كثر آخرين متحمسون لفكرة غنو وأنهم يريدون المساعدة.

الكثير من المبرمجين غير سعيدين بالمتاجرة ببرامج النظام. قد تمكنهم المتاجرة من جني مزيد من الأموال، لكنها تشعرهم بالتعارض مع المبرمجين الآخرين بدلًا من مزاملتهم. اتفاق الصداقة الأساسي بين المبرمجين هو مشاركة البرمجيات؛ لكن عقود التسويق المستخدمة اليوم تمنع بشكل تام المبرمجين من مصادقة بعضهم البعض. يجب أن يختار مشتري البرنامج بين الصداقة وطاعة القانون. الكثيرون آمنوا أن الصداقة أهم. لكن المؤمنين بالقانون يجدون صعوبة في الاختيار؛ بل إنهم صاروا يعتقدون أن البرمجة ما هي إلا وسيلة لجني المال.

بالعمل على غنو وباستخدامه بدلًا من العمل على البرمجيات المُحتكرة واستخدامها سوف نتمكن من أن نكون ودودين مع احترامنا للقانون. بالإضافة إلى ذلك سوف يصبح غنو شعارًا يُحتذى به للمشاركة. سوف يمنحنا هذا شعورًا بالألفة لا يمكن للبرمجيات غير الحرة أن تمنحنا إياه. يُعد هذا الأمر بالنسبة لما يقارب نصف المبرمجين الذين تحدثت معهم سعادة لا يمكن للمال أن يحل محالها.

كيف تستطيع المساهمة

(في الوقت الراهن راجع http://fsf.org/campaigns/priority-projects وhttp://savannah.gnu.org/people/?type_id=1 للمهمات البرمجية. راجع http://www.gnu.org/help/help.html لطرق المساهمة الأخرى.)

إنني أطلب من مصانع الحواسيب أن تتبرع بالأجهزة والمال؛ وإني أطلب من الأفراد أن يتبرعوا بالبرامج والجهد.

عرض عليّ مصنع حواسيب توفير جهاز واحد. لكننا نحتاج المزيد. إحدى النتائج التي تستطيعون توقعها إذا تبرعتم بالأجهزة أن غنو سيعمل في موعد أبكر. يفضل أن يكون الجهاز قادرًا على العمل في منطقة سكنية ولا يحتاج تبريدًا أو طاقة مكلفة.

وجدت الكثير من المبرمجين متحمسين للمساهمة بدوام جزئي لغنو. يصعب التنسيق لمشاريع تُوّزع العمل على دوامات جزئية كهذه؛ لأن الأجزاء التي يكتبها الأفراد لن تعمل سويًا. لكن عملية استبدال يونكس خصوصًا لا تواجه هذه المشكلة لأن نظام يونكس الكامل يتكون مئات البرامج المساعدة، وكلٌ منها مُوثّق بشكل مستقل. معظم تفاصيل الواجهة سوف تتقيد بيونكس. إذا استطاع كل مساهم كتابة بديل متوافق لبرنامج مساعد في يونكس، وجعلها تعمل بشكل جيد في محل الأصلية، فسوف تعمل هذه البرنامج المساعدة بشكل صحيح إذا وُضعت مع بعضها البعض. وحتى لو صدقنا بقانون مورفي ووقعت بعض المشاكل غير المتوقعة، فإن جمع هذه المكونات ستكون مهمة مجدية. (سوف يتطلب العمل على النواة اتصالات أقرب وسوف تعمل مجموعة صغيرة عليها)

إذا حصلتُ على تبرعات مالية، فقد أتمكن من توظيف بضعة أشخاص بدوام جزئي أو كامل. لن تكون المرتبات عالية، لكني أبحث عن أناس يؤمنون أن مساعدة الإنسانية لا تقل أهمية عن المال. إنني أعتبر هذه طريقة لإيجاد أناس يكرسون كل طاقتهم للعمل على غنو بدون الحاجة إلى طريقة أخرى لجني المال.

لماذا سيستفيد كل مستخدمي الحاسوب

عندما ننتهي من كتابة غنو، سوف يتمكن الجميع من الحصول على نظام تشغيل برمجي جيد مجاني كالهواء.(2)

هذا يعني أكثر من مجرد توفير سعر رخصة يونكس على الجميع. يعني أن الجهد المتكرر الضائع لبرمجة نظام تشغيل [من الصفر] سوف ينتهي. يمكن أن يتحول هذا الجهد إلى تحسين في مستوى الأنظمة الموجودة.

سوف يتوفر مصدر النظام الكامل للجميع. وبذلك سوف يتمكن أي مستخدم يحتاج إلى تعديل النظام من إجراء التعديلات بنفسه دون تردد، أو توظيف مبرمج متفرّغ أو شركة لتجري التعديلات له. لن يكون المستخدمون تحت رحمة مبرمج أو شركة واحدة تملك المصادر وهي وحدها تستطيع إجراء التعديلات.

سوف تتمكن المدارس من توفير بيئة تعليمية أكبر بتشجيع جميع الطلاب على دراسة وتحسين كود النظام. كان لمختبر حاسوب هارفرد سياسة تنص على عدم إمكانية تثبيت أي برنامج على النظام ما لم تُعرض مصادره للعامة، ولقد أثبتوا قولهم برفضهم تثبيت برامج معينة. لقد احتذيت بهذا التصرف كثيرًا.

وأخيرًا سوف تُنسى المبالغة في ملكية النظام البرمجي وما يُسمح وما لا يُسمح للشخص أن يفعله به.

يتكبد المجتمع دائمًا خسائر طائلة من الاتفاقيات التي تجبر الناس على الدفع مقابل استخدام البرامج بما في ذلك تراخيص النسخ التي تتم عبر آليات مرهقة لتحديد المبلغ الذي يجب على الشخص دفعه. تستطيع الدولة البوليسية وحدها إجبار الجميع على الدفع لهم. تخيل محطة فضاء يُصنّع فيها الهواء بمبلغ ضخم: محاسبة كل متنفس باللتر الهوائي قد يكون عادلًا، لكن لبس قناع يقيس كمية الهواء طوال النهار والليل أمر لا يطاق حتى لو تمكن الجميع من دفع فاتورة الهواء؛ وسوف تعتبر الكاميرات التلفزيونية المُثبّتة في كل مكان للتأكد من أنك لا تنزع القناع أبدًا أمرًا فضيعًا. من الأفضل دعم نباتات هوائية بضريبة رئيسية ونزع الأقنعة.

نسخ كل أو جزء من البرنامج أمر طبيعي للمبرمجين تمامًا كالتنفس، وهو أمر مُثمر. ولقد اعتادوا أن يكون مجانيًا.

بعض الردود اليسيرة على اعتراضات على أهداف غنو

”لن يستخدمه أحد ما دام بالمجان، لأن هذا يعني أنك لا تستطيع الاعتماد على أي دعم.“

”يجب أن تبيعوا البرنامج بمقابل مادي لتدفعوا قيمة تقديم الدعم.“

إذا فضّل الناس الدفع مقابل غنو زائدًا الخدمة بدلًا من الحصول عليه بالمجان بدون الخدمة، فسوف تفي بالغرض شركة تقدم الخدمة للذين حصلوا عليه بالمجان وسوف تكون مُربحة.(3)

يجب أن نفرق بين الدعم بمعنى العمل البرمجي الحقيقي وبين مجرد الدعم الشخصي. لا يستطيع المرؤ الاعتماد على الأخير من بائع البرنامج، لأنه إذا لم يكن أشخاص كثر يشاطرونك نفس المشكلة فلن يلقي لك البائع اهتمامًا.

إذا أراد مشروعك التجاري الاعتماد على دعم، فالوسيلة الحقيقة لذلك هي امتلاك جميع المصادر والأدوات. ثم تستطيع توظيف أي شخص متفرغ ليصلح لك المشكلة؛ لست تحت رحمة أي فرد. يجعل سعر ا مصادر يونكس هذا الخيار خارج اعتبار رجال الأعمال. لكن مع غنو، سوف يكون هذا ممكنًا. قد لا يتوفر أي شخص كفؤ لحل المشكلة، لكن لا يمكن لوم شروط التوزيع على هذه المشكلة. لا يحل غنو كل مشاكل العالم، فقط بعضًا منها!

في الوقت ذاته، يكفي الدعم الشخصي المستخدمين الذين لا يعرفون شيئًا عن الحاسوب ليقوموا بأمور سهلٌ عليهم القيام بها بأنفسهم لكنهم لا يعرفون كيف يقومون بها.

يمكن تقديم مثل هذه الخدمات عبر شركات تبيع خدمات الدعم شخصي والصيانة فقط. إذا كان المستخدمون سيدفعون مالًا مقابل منتج مع دعم، فإنهم سيقبلون شراء الخدمة مع أخذ المنتج بالمجان. سوف تتنافس شركات الخدمة في الجودة والسعر؛ لن يُقيّد المستخدمون بشركة معينة. وفي نفس الوقت سيتمكن الذين لا يريدون الخدمة من استخدام البرنامج بدون الدفع للخدمة.

”لا يمكن الوصول إلى أشخاص كثر بدون الإعلان، ويجب أن تبيع البرنامج لتدعم الإعلان.“

”الدعاية لبرنامج يمكن الحصول عليه بالمجان غير مجدية.“

توجد وسائل عمومية عديدة بدون مقابل أو بمقابل زهيد للإعلان لمستخدمي الحاسوب عن شيء مثل غنو. لكن صحيح أنه يمكن الوصول بشكل أكبر إلى مستخدمي الحواسيب الدقيقة عبر الإعلان. إذا كان هذا مجديًا، فسوف تتمكن شركة تعلن عن خدمة إرسال نسخ عبر البريد بمقابل بنجاح من القيام بذلك وأكثر. وبهذه الطريقة، سوف يدفع المستخدمون الذين يستفيدون من الإعلانات لها.

في المقابل، إذا حصل أشخاص كثر على غنو من أصدقائهم، ولم تنجح مثل هذه الشركات، فهذا سيثبت أن الإعلان ليس ضروريًا لنجاح غنو. لماذا لا يريد مؤيدو السوق الحرة للسوق الحرة أن تقرر؟(4)

”شركتي تحتاج نظام تشغيل احتكاري لتنافس في السوق.“

سوف ينزع غنو أنظمة التشغيل البرمجية من عالم المنافسة. لن تدخل إلى تلك المنطقة، ولن يدخل إليها منافسوك. سوف تتنافس أنت وإياهم في مجالات أخرى، بحيث تستفيدون ماديًا منها. إذا كانت شركتك تبيع نظام تشغيل معين، فلن يعجبك غنو، لكن هذا سيكون صعبًا عليك. إذا كان شركتك تقوم بشيء آخر، فسوف يحميك غنو من الوقوع في تجارة بيع أنظمة التشغيل المُكلفة.

إنني أتمنى أن أرى تطوير غنو مدعومًا بهبات من المصانع والمستخدمين، بحيث تقل التكلفة على الجميع.(5)

”ألا يستحق المبرمجون مكافأة لهم على إبداعهم؟“

إن كان هنالك شيء يستحق المكافأة، فهو المساهمة الاجتماعية. يمكن أن يكون الإبداع مساهمة اجتماعية، لكن فقط عندما يكون المجتمع حرًا في استخدام نتاجه. إذا كان المبرمجون يستحقون المكافأة على إنشاء برامج مبتكرة، فهم يستحقون العقاب بالمعيار ذاته إذا قيدوا استخدام هذه البرامج.

”ألا ينبغي أن يتمكن المبرمج من المطالبة بمكافأة لإبداعه؟“

لا عيب في طلب المال مقابل العمل أو السعي لتوسيع الدخل، ما دام ذلك لا يتم بأساليبس هدّامة. لكن الأساليب المعروفة في حقل البرمجيات اليوم مبنية على الهدم.

يعتبر جني المال من برنامج بتقييد مستخدميه هدّامًا لأن ذلك يقلل القدر والكيفية التي يمكن بها الاستفادة من البرنامج، وهذا يقلل مقدار ما تجنيه الإنسانية منه. عندما يوجد قرار عمدي لتقييد الاستخدام، فإن الضرر الناتج يعتبر هدمًا عمديًا.

المواطن الصالح لا يستخدم مثل هذه الوسائل الهدامة ليصبح أغنى، لأنه إذا استخدمها الجميع فسوف نصبح جميعًا أفقر بسبب الهدم المتبادل. هذه هي أخلاقيات الكنتية؛ أو القاعدة الذهبية. ولأنني لا أحب عواقب كتم الجميع للعلم، فإنني مطالب بأن أرفض أن يقوم شخص واحد بذلك. بشكل أدق، إن الرغبة في مكافأة الإبداع لا تبرر حرمان العالم أجمع من كل أو جزء من هذا الإبداع.

”ألن يجوع المبرمجون؟“

أستطيع أن أجيب على هذا الاعتراض بقول ألا أحد مجبر على أن يكون مبرمجًا. لا يستطيع معظمنا جني المال مقابل الوقوف في الشارع والتحديق يمنة ويسرة. ونحن لسنا (بذلك) مجبرون على قضاء أوقاتنا في الشارع مُحدّقين جوعى. لكننا نفعل شيئًا مختلفًا.

لكن هذه إجابة خاطئة لأنها تقبل افتراض السائل الضمني: أنه بدون ملكية البرنامج، لا يمكن للبرمجين جني شيئًا. على الافتراض أخذ الكل أو ترك الكل.

السبب الحقيقي أن المبرمجين لن يجوعوا أنه سيكون بإمكانهم جني المال مقابل البرمجة؛ لكن ليس بالقدر الذي يجنونه اليوم.

تقييد النسخ ليس الأساس الوحيد لتجارة البرمجيات. يعتبر أكثر الأسس شيوعًا لأنه الأكثر جذبًا للمال. لو أن هذا الأسلوب ممنوع أو يرفضه الزبائن فإن تجارة البرمجيات سوف تنتقل إلى مجال آخر أقل انتشارًا اليوم. توجد دائمًا وسائل شتى لتنظيم أي نوع من التجارة.

قد لا تكون البرمجة مربحة بالأسس الجديدة كما هي عليه اليوم. لكن هذا ليس سببًا لعدم التغيير. لا يَعتَبر الناس ما يجنيه مندوبو المبيعات ظلمًا؛ وإذا جنى المبرمجون المقدار ذاته، فلن يكون ذلك ظلمًا لهم أيضًا (بل من ناحية عملية سوف يجنون أكثر بكثير مما يجنيه المندوبون)

”أليس للناس حق في أن يتحكموا في كيفية استخدام إبداعاتهم؟“

”تحكم الشخص في استخدام أفكاره“ يتطلب بالضرورة التحكم في حياة أشخاص آخرين؛ وهو غالبًا يجعل حياة الأخرين أصعب.

يقول الذين درسوا قضية الملكية الفكرية(6) بعناية (كالمحامين) بعدم وجود أصل حقيقي للملكية الفكرية. أنواع الملكية الفكرية المفترضة التي تعترف الحكومة بها أُحدِثت بقوانين خاصة تشريعية لأغراض خاصة.

على سبيل المثال، أُسّس نظام براءة الاختراع لحث المخترعين على الكشف عن اختراعاتهم. لقد كان غرضه مساعدة المجتمع لا المخترعين. كان عمر براءة الاختراع 17 سنة في ذلك الوقت قصيرًا إذا ما قورن بمعدل تقدم الفن. وبما أن براءات الاختراع لا تمس إلا المُصنّعين الذين تعتبر تكلفة وجهد اتفاقية الترخيص بالنسبة لهم صغيرة بالمقارنة مع عائد الإنتاج. إذا ليس لبراءات الاختراع تأثير كبير، فهي لا تشكل عائقًا أمام معظم الأفراد الذين يستخدمون منتجات مغطاة ببراءات اختراع.

لم تطرأ فكرة حقوق النشر في العصور الوسطى، عندما كان المؤلفون ينسخون أجزاءً طويلة من أعمال غير روائية لمؤلفين آخرين. كانت هذه الممارسة مفيدة، ولقد كانت وراء نجاة أعمال كتاب كثر أو أجزاء منها. أنشئ نظام حقوق النشر خصّيصًا لتشجيع التأليف. كان له ضرر محدود في النطاق الذي أنشئ فيه (الكتب، وهي التي كان نسخها بكميات تجارية يتطلب مطبعة متخصصة)، ولم يمثل عقبة في طريق الأفراد الذي كانوا يقرؤون الكتب.

كل حقوق الملكية الفكرية ما هي إلا مجرد رخص يمنحها المجتمع لأنه اعتقد (صوابًا أو خطأً) أن المجتمع بأسره سوف يستفيد من منحها. لكن علينا أن نسأل في أي موقف مُحدّد: هل نحن في الحقيقة أحسن حالا بدون منح هذه الرخص؟ ما التصرفات التي نرخص لها؟

حالة البرامج اليوم تختلف تمامًا عن حالة الكتب قبل مئة عام. تجتمع حقيقة أن أسهل طريقة لنسخ البرنامج هي من جار لجاره، وأن البرنامج يتكون من كود مصدري وكود كائني يختلفان تمامًا، وأن البرنامج يُستخدم ولا يُقرأ أو يُستمتع به لتشكل حالة يصبح معها فرض حقوق النشر ضارًا على المجتمع بأسره من ناحية مادية وروحية يجب ألا يسببها أي شخص حتى ولو كان القانون يسمح له ذلك.

”تجعل المنافسة الأمور في حال أفضل.“

أقرب نموذج للمنافسة هو السباق: عندما نكافئ الفائز، فإننا نشجع الجميع على الجري بسرعة أكبر. عندما تؤدي الرأس مالية هذا الغرض، فهي تسير بشكل صحيح؛ لكن المدافعين عنها يخطئون عندما يفترضون أنها تسير على هذا النحو دائمًا. إذا نسي المتسابقون سبب تقديم الجائزة وأصبح همّم الوحيد الفوز -بغض النظر عن الوسائل- فقد يجدون استرتيجيات أخرى مثل مهاجمة المتسابقين الآخرين. إذا دخل جميع المتسابقين في معركة فسيصل الجميع متأخرًا.

تشكل البرمجيات المحتكرة والسرية المكافئ الأخلاقي للمتسابقين الذين يتعاركون. من المحزن قول أن الحكم الموجود الوحيد لا يبدو مُعَارِضًا للتعارك بل إنه ينظمها (”تستطيع إطلاق رصاصة واحدة كل عشر ياردات تجريها“). كان ينبغي عليه أن يوقفهم، بل وأن يعاقب المتسابقين الذي يحاولون التعارك.

”ألن يتوقف الجميع عن البرمجة إذا لم يوجد حافز مادي؟“

في الحقيقة سوف يبرمج كثيرون حتى مع انعدام وجود حافز مادي. للبرمجة سحر لا يقاوم على بعضنا، وهم غالبًا أفضل الناس برمجة. لا عيب في عزف موسيقي محترف حتى لو لم يأمل مطلقًا أن يجني مالًا بعزفه.

لكن هذا السؤال (على الرغم من أنه يُسأل كثيرًا) لا يناسب الواقع. لن ينعدم الدفع للمبرمجين، لكنه سيكون أقل. لذا فإن السؤال الأنسب، هل سيبرمج أحد مع حافز مالي أقل؟ خبرتي تفيد بأن كثيرين سيبرمجون.

لأكثر من عشر سنوات، عمل أفضل مبرمجي العالم في مختبر الذكاء الاصطناعي بمرتّب أقل بكثير مما يستطيعون جنيه في أي مكان آخر. لكنهم جنوا مكافآت غير مالية كثيرة: كالسمعة والتقدير مثلًا. والإبداع أيضًا ممتبع، وهو مكافأة بذاته.

بعد ذلك غادر معظمهم عندما عُرض عليهم القيام بنفس العمل الممتع مقابل مرتب عالٍ جدًا.

أثبتت الحقائق أن الناس سيبرمجون لأسباب كثيرة غير الغنى؛ لكن إذا عُرض عليهم جني كثير من المال، فسوف يسعون إلى ذلك. تعتبر المنظمات التي تدفع أجرًا قليلًا ضعيفة إذا ما قورنت بالمنظمات التي تدفع أجرًا مرتفعًا، لكن إذا اختفت المرتبات العالية فلن تكون المنظمات قليلة الأجر ضعيفة بالضرورة.

”نحن بحاجة ماسة إلى المبرمجين. إذا طلبوا منا ألا نساعد جيرننا فيتحتم علينا أن نطيعهم.“

لا يمكن أن تكون في حاجة ماسة لدرجة تدفعك إلى القبول بمثل هذه المطالب. [...]

”يجيب أن يجني المبرمجون قوتهم بطريقة أو بأخرى.“

هذا صحيح إذا نظرنا نظرة قاصرة. لكن ثمة طرق كثيرة يستطيع معها المبرمجون كسب قوتهم بدون بيع حق استخدام البرامج. تعتبر هذه الطريقة شائعة اليوم لأنها أكثر الطرق كسبًا للمال للمبرمجين ورجال الأعمال، ولكن ليس لأنها الطريقة الوحيدة. من السهل أن تجد طرقًا أخرى إذا أردت ذلك. هنا بعض الأمثلة:

سوف تدفع مصانع الحاسوب التي تنشئ حواسيب جديدة لتكييف أنظمة التشغيل على العتاد الجديد.

يمكن أيضًا أن يُوَظّف المبرمجون في خدمات التعليم والدعم الشخصي والصيانة.

يستطيع الأشخاص الذين لديهم أفكار جديد توزيع البرامج كبرمجيات مجانية(7)، وطلب تبرعات من المستخدمين الراضين أو بيع خدمات دعم شخصي. لقد التقيت أشخاصًا يعملون بهذه الطريقة بنجاح.

يستطيع المستخدمون الذين لهم احتياجات متقاربة تشكيل مجموعات مستخدمين تدفع المصاريف. يمكن للمجموعة أن تتعاقد مع شركات برمجة لكتابة برامج يريدها أعضاؤها.

يمكن لكل أنواع التطوير أن تمولها ضريبة برمجيات:

تخيل لو أن أي شخص يشتري حاسوبًا يدفع النسبة سين من سعر الحاسوب ضريبة برمجية. تعطي الحكومة هذه الضرائب إلى وكالة مثل مؤسسة العلم الوطني (NSF) لتنفقها على تطوير البرمجيات.

لكن إذا تبرّع مشتري الحاسوب لتطوير البرمجيات بنفسه، فيمكن إقصاؤه من دفع الضريبة. يمكن للمستخدم أن يتبرع للمشروع الذي يختاره، سيختار عادة المشروع الذي يأمل أن يجني نتائجه عندما ينتهي. يمكن للمستخدم أن يحصل على إقصاء لأي قيمة تبرع تزيد عن مجموع الضريبة التي عليه دفعها.

يمكن أن تُحدّد نسبة الضريبة الكلية عبر تصويت لدفاعي الضرائب، يحدد مقدار الضريبة التي سيتعين عليهم دفعها.

النتائج:

إن جعل البرمجيات حرة يُعتبر -على المدى البعيد- خطوة نحو عالم الوفرة العلمية والفكرية الذي لن يضطر فيه أحد إلى العمل بمشقة بالغ ليجني قوته. سوف يتمكن الناس من تكريس أنفسهم إلى النشاطات الممتعة (كالبرمجة) بعد أن يُنهوا عشر ساعات في الأسبوع لينهوا المهمات المطلوبة منهم كالتشريع ونصح العائلة وإصلاح الروبوت والبحث عن الكويكبات. لن يُضطر أحد لأن يجني قوته من البرمجة.

لقد تمكنّا إلى حد كبير من تقليل مقدار العمل الذي على المجتمع بأسره القيام به ليُنتج؛ لكن جزءًا قليلًا من هذا تحوّل إلى راحة للعاملين لأن كثيرًا من النشاطات غير المنتجة عادة ما ترافق النشاطات المنتجة. المسبّبان الرئيسيان لهذا هما البيروقراطية والكفاح . سوف تقلل البرمجيات الحرة بشكل كبير من هذه الخسائر في حقل إنتاج البرمجيات. علينا القيام بذلك، لنحقق مكاسب في الإنتاجية التقنية ولنترجمها إلى عمل أقل علينا.

هوامش

  1. لم تكن الصياغة مناسبة. كان المقصد أن عدم الحاجة إلى الدفع للحصول على إذن باستخدام غنو. لكن العبارة لم توضح ذلك وفسرها الناس على أن نسخ غنو يجب أن تكون دائمًا بمقابل قليل أو بالمجان. لم يكن هذا أبدًا المقصد. يذكر البيان لاحًقًا إمكانية وجود شركات هادفة للربح تقدم خدمة التوزيع. تعلّمت نتيجة لذلك التفريق بدقة بين ”free“ في سياق الحرية و”free“ في سياق السعر. البرمجيات الحرة هي برمجيات يملك مستخدموها حق التوزيع والتعديل. قد يحصل بعض المستخدمين على نسخ بلا مقابل، في الوقت الذي يدفع آخرون ليحصلوا على النسخ؛ وإذا ساهمت الموارد المالية في تحسين البرمجيات، فهذا أفضل بكثير. ما يهم هو أن كل شخص لديه نسخة [من البرنامج] لديه حرية التعاون مع الآخرين الذين يستخدمونه.
  2. هذا موضع آخر فشلت فيه في التفريق بدقة بين معنيين مختلفية لكلمة ”free“ في اللغة الإنجليزية. الجملة بوضعها الحالي ليست خطًأ؛ فإبمكانك الحصول على نسخ من برمجيات غنو بلا مقابل، من أصدقائك أو عبر الشبكة؛ لكنها لا تنفي الفهم الخاطئ.
  3. توجد شركات عديدة كهذه اليوم.
  4. جمعت مؤسسة البرمجيات الحرة طوال العشر سنوات [الماضية] معظم أموالها من خدمة التوزيع، على الرغم من أنها مؤسسة خيرية وليست شركة. تستطيع طلب بضائع من المؤسسة.
  5. ساهمت مجموعة من شركات الحاسوب قرابة عام 1991 في تمويل صيانة مصرّف غنو للسي.
  6. لم أعِ في الثمانينات مدى لغط الحديث عن ”قضية“ ”الملكية الفكرية“. هذا المصطلح متحيز بشكل صريح؛ الأمر الأكثر مكرًا أنه يجمع قوانين مختلفة ذات قضايا مختلفة تمامًا. إنني أنصح الجميع اليوم بأن يتجنبوا استخدام مصطلح ”الملكية الفكرية“ تمامًا، خشية أن يقود الآخرين إلى افتراض أن هذه القوانين نابعة من قضية واحدة. أوضح طريقة هي الحديث عن براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية بشكل منفصل. راجع الشرح الأطول لتعرف كيف ينشر هذا المصطلح اللغط والانحياز.
  7. تعلمنا لاحقًا التفريق بين ”البرمجيات الحرة“ (بالإنجليزية ”free software“) و”البرامج المجانية“ (بالإنجليزية ”freeware“.) ”البرامج المجانية“ تعني البرمجيات التي أنت حر في إعادة توزيعها، لكنك لست حرًا عادة في دراسة وتغيير الكود المصدري، ولذا فإن معظمها ليس حرًا. راجع صفحة الكلمات والعبارات المُضلّلة لمزيد من التوضيح.