هذه الترجمة قد لا تعكس التغييرات التي تم إدخالها منذ 2021-07-16 على النسخة الإنجليزية اﻷصلية.

من المستحسن أن تلقي نظرة على هذه التغييرات. من فضلك، راجع تعليمات الترجمة للحصول على المعلومات المتعلقة بتسليم وتنسيق ترجمات هذه المقالة.

15 عامًا من البرمجيات الحرّة

كتبها: ريتشارد ماثيو ستالمن

مرت الآن 15 سنة منذ انطلاق حركة البرمجيات الحرة ومشروع غنو. لقد قطعنا مشوارًا طويلاً.

في عام 1984، كان من غير الممكن استخدام حاسوب عصري دون تثبيت نظام تشغيل احتكاري تحصل عليه تحت رخصة مقيدة. لم يكن أحد يسمح بمشاركة البرمجيات مع مستخدمي الحاسوب الآخرين، كما كان من الصعب جدا أن يعدل الفرد البرمجيات لتناسب احتياجاته. مُلّاك البرمجيات أقاموا جدرانًا ليفرقونا عن بعضنا البعض.

أنشئ مشروع غنو لتغيير هذه اﻷمور. كان الهدف الأول يتمثل في تطوير نظام يونكس محمول يحوي 100% من البرمجيات الحرّة. ليس 95% من الحرية، ولا 99.5%؛ بل 100%—بحيث تكون للمستخدمين الحرية في توزيع النظام بأكمله، وحرية تغييره والمساهمة في أي جزء منه. اسم هذا النظام هو غنو. وهو اختصار منعكس ل”غنو ليس بيونكس“ (“GNU's Not Unix”)—الذي كان وسيلة للإشارة إلى يونكس، ولكن مع القول في نقس الوقت بأن غنو شيء مختلف. غنو مثل يونكس تقنيًا، لكنه ليس مثل يونكس، فغنو يعطي مستخدميه الحريّة.

استغرق تطوير هذا النظام سنوات عديدة من العمل، من قبل مئات المبرمجين. بعضهم كان يتلقى أجره من طرف مؤسسة البرمجيات الحرّة وشركائها. أما البعض الآخر فكانوا متطوعين. القليل منهم أصبح مشهورًا، أما معظمهم فكانوا معروفين في بيئتهم الأصلية، من طرف الهاكرز الذين كانوا يستعملون أو يعملون على كودهم. ساعد الجميع على تحرير إمكانات شبكة الحاسوب لكل البشرية.

في عام 1991، تم تطوير آخر العناصر الأساسية لنظام شبيه بيونكس: لينكس، النواة الحرّة التي كتبها لينوس تورفالدس. هذا النظام المُركب من غنو ولينكس يُستخدَم اليوم من قبل الملايين من اﻷشخاص في كافة أنحاء العالم، وشعبيته في تزايد مستمر. هذا الشهر، أعلنّا عن إطلاق الإصدار 1.0 من غنوم، بئية سطح المكتب الرسومية لغنو، والتي نرجوا أن تجعل نظام غنو/لينكس سهل الاستخدام كأي نظام تشغيل آخر.

رغم ذلك، فإن حرّيتنا ليست مضمونة بشكل دائم. فالعالم لا يقف ساكنًا بدون حراك. ونحن لا نضمن وجود هذه الحرية بعد 5 سنوات من الآن، لمجرد وجودها اليوم. البرمجيات الحرّة تواجه الأخطار والتحديات الصعبة. سنبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على حرّيتنا، كما قمنا بذلك للحصول عليها. في غضون هذا، نظام التشغيل هو البداية ليس إلا. أما الآن، فنحن بحاجة لإضافة برمجيات حرّة تتعامل مع جميع الوظائف التي يريد المستخدمون تنفيذها.

في المقالات المقبلة، سوف أكتب عن التحديات الخاصة التي تواجه مجتمع البرمجيات الحرّة، وغيرها من القضايا التي تؤثر على حرّية مستخدمي الحاسوب، وكذا عن التطورات التي تؤثر على نظام التشغيل غنو/لينكس.