هذه الترجمة قد لا تعكس التغييرات التي تم إدخالها منذ 2018-03-31 على النسخة الإنجليزية اﻷصلية.

من المستحسن أن تلقي نظرة على هذه التغييرات. من فضلك، راجع تعليمات الترجمة للحصول على المعلومات المتعلقة بتسليم وتنسيق ترجمات هذه المقالة.

تجنب المساومات المدمرة

”أعلنت قبل خمسة وعشرين عامًا في 27 سبتمبر 1983 خطة لإنشاء نظام تشغيل خر متكامل يسمى غنو (من عبارة ’غنو ليس يونكس‘) وكجزء من احتفاليتنا بمرور 25 عامًا على نظام غنو، فلقد كتبت هذه المقالة التي تتناول كيف يمكن لمجتمعنا تجنب المساومات المدمرة. توجد وسائل كثيرة (بالإضافة إلى تجنب المساومات المدمرة) لمساعدة غنو والبرمجيات الحرة، وأحدها الانضمام إلى مؤسسة البرمجيات الحرة كعضو مساعد“—ريتشارد ستولمن

تهدف حركة البرمجيات الحرة إلى تغيير اجتماعي، وهو جعل جميع البرمجيات حرة ليتحرر مستخدمو البرمجيات وليكونوا جزءًا من مجتمع متعاون. كل برنامج غير حر يعطي مطوره قوة لا يستحقها على المستخدمين. إن هدفنا إنهاء هذا الظلم.

الطريق إلى الحرية طريق طويل. وسوف نحتاج إلى القيام بخطوات كثيرة خلال سنوات عديدة لنصل إلى عالم من الطبيعي فيه أن يملك مستخدمو البرمجيات الحرية. بعض هذه الخطوات صعبة وتتطلب التضحية. بعضها سيتيسر إذا توصلنا إلى حل وسط مع الذين يتبنون أهدافًا مختلفة.

ولهذا السبب فإن مؤسسة البرمجيات الحرة تساوم—بل تساوم على أشياء كبيرة. على سبيلا المثال، ساومنا في بنود براءات الاختراع في الإصدار الثالث من رخصة غنو العمومية (GNU GPL) لتساهم الشركات الكبيرة ولتوزع البرمجيات المغطاة بالإصدار الثالث من GPL ولتضع بعض براءات الاختراع تحت تلك البنود.

 [شعار GPLv3]

هدف GPL الصغرى المساومة، فلقد استخدمناها مع بعض المكتبات الحرة للسماح باستخدامها في البرامج غير الحرة لأنا نعتقد أن منعهم قانونيًا من استخدامها سيقود المطورين إلى استخدام المكتبات المحتكرة بدلا منها. نحن نقبل ونضيف أكوادًا في برامج غنو تجعلها تعمل مع البرامج غير الحرة الشهيرة، ونوثّقها ونعلن عنها بطريقة تشجع مستخدمي الثانية على تثبيت الأولى، لا العكس. نحن ندعم بعض الحملات التي نتفق معها، حتى لو لم نتفق تمامًا مع الجماعات التي تنظمها.

لكننا نرفض بعض المساومات التي يقبلها كثير في مجتمعنا. على سبيل المثال، نحن نؤيد توزيعات غنو/لينكس التي تنص سياساتها على عدم تضمين البرمجيات غير الحرة وعدم إرشاد المستخدمين إلى تثبيتها. إن تأييد التوزيعات غير الحرة مساومة مدمرة.

تعتبر المساومات مدمرة إذا كانت ضد ما نسعى إليه على المدى البعيد. يمكن أن تحدث تلك المساومات على مستوى الآراء وعلى مستوى التصرفات.

في مستوى الآراء، فإن المساومات المدمرة هي التي تؤيد التصرفات التي نسعى إلى تغييرها. إن هدفنا عالم مستخدو البرامج فيه أحرار، لكن إلى الآن فإن معظم مستخدمي الحاسب لا يعتبرون الحرية قضية. لقد تبنوا قيم ”المستهلك“، التي تعني أنهم يقيمون البرامج من ناحية عملية بحتة كالسعر والسهولة.

أشار Dale Carnegie في كتابته الكلاسيكي عن تحسين الذات How to Win Friends and Influence People إلى أن أنجح طريقة لجعل الشخص يفعل شيئًا ما هي عبر حجج تتوافق مع قيمه. توجد عدة طرق يمكن من خلالها التوافق مع قيم المستهلك العادي في مجتمعنا. على سببيل المثال، يمكن أن توفر البرمجيات الحرة المجانية على المستخدمين المال. أيضًا الكثير من البرامج حرة سهلة ويمكن الاعتماد عليها. الاستشهاد بهذه المزايا العملية أثبت نجاحه في جعل مستخدمين كثر يعتمدون البرمجيات الحرة ويعضها حققت نجاحًا باهرًا اليوم.

إذا كان أقصى ما تأمل الوصول إليه جعل المزيد من الناس يستخدمون البرامج الحرة، فلربما ستختار السكوت عن فكرة الحرية والتركيز فقط على المزايا العملية التي توافق قيم المستهلك. إن هذا ما يفعله مصطلح ”المصدر المفتوح“ والمتحمسون له.

إن هذه الأطروحة تدفعنا قليلا إلى هدف الحرية، فالذين يستخدمون البرمجيات الحرة لمجرد أنها سهلة سوف يلتزمون بها ما دامت سهلة، ولن يجدوا مانعًا في استخدام البرامج المحتكرة السهلة معها.

إن فلسفة المصادر المفتوحة تراعي قيم المستهلك، وهي تؤيد تلك القيم وتعززها. ولهذا فإننا لا ندعم المصادر المفتوحة.

[Levitating Gnu with a laptop]

يلزمنا القيام بأكثر من مجرد حث الناس على استخدام البرمجيات الحرة لبناء مجتمع حر متكامل دائم. علينا نشر مبدأ الحكم على البرامج (وغيرها من الأمور) على أساس ”قيم المواطنة“، واستنادًا على ما إذا كانت تحترم حرية المستخدم ومجتمعه، وليس على أساس السهولة فحسب. عندها لن يقع الناس في فخ البرامج المحتكرة الذي يُخفى تحت مزايا الجمال والسهولة.

علينا أن نتحدث عن قيم المواطنة لنروجها وأن نظهر أنها أساس ما نقوم به. علينا رفض مساومة Dale Carnegie التي تعني التأثير على تصرفاتهم بتأييد قيمهم الاستهلاكية.

لا أقول أننا لا يمكن أن نستشهد بالمزايا العملية على الإطلاق —، بل هذا ممكن، ونحن نقوم به. الأمر يصبح مشكلة فقط عندما تسرق المزايا العملية الأضواء وتدفع الحرية إلى الوراء. لذلك فإننا عندما نستشهد بالمزايا العملية للبرمجيات الحرة، فإننا نؤكد مرارًا على أنها مجرد أسباب إضافية ثانوية لاختيارها.

لا يكفي أن نجعل خطابنا يتوافق مع مبادئنا، بيل يجب أن نجعل أفعالنا تتفق معها أيضًا. ولذا يجب علينا تجنب المساومات التي تتضمن القيام أو الرضى بالأمور التي نأمل إيقافها.

على سبيل المثال، أظهرت التجربة إمكانية جذب بعض المستخدمين إلى غنو/لينكس إذا ضمّنت بعض البرامج غير الحرة. يمكن أن يشمل ذا تطبيقًا غير حر جذاب يسحر عين المستخدم، أو منصة برمجة غير حرة مثل جافا (سابقًا) ومكتبة تشغيل فلاش (حاليًا)، أو تعريف جهاز غير حر يمكن دعم بعض أنواع العتاد.

هذه المساوات جذابة، لكنها تبعد الهدف. إذا وزّعت برنامجًا غير حر، أو وجّهت الناس إليه فستجد أن من الصعب قول ”البرمجيات غير حرة ظالمة، ومشكلة اجتماعية ويجب أن نضع حدًا لها“، وحتى لو استمريت في قول ذلك،فستحض أفعالك أقوالك.

القضية هنا ليست في إذا وجب أن يقدر الناس أو يُسمح لهم بتثبيت برامج غير حرة؛ فالنظام ذو الأغراض العامة يمكن المستخدمين من القيام بما يشاؤون. القضية فيما إذا كنا نوجه المستخدمين نحو البرمجيات غير الحرة. ما يقوم به بأنفسهم هو مسؤوليتهم؛ ما نقدمه لهم وما نوجههم إليه هي مسؤوليتنا نحن. يجب ألا نوجه الناس نحو البرمجيات المحتكرة وكأن هذا هو الحل، لأن البرمجيات المحتكرة مشكلة.

المساومة المدمرة ليست سيئة على الآخرين فحسب، بل يمكن أن تغير قيمك أيضًا بسبب التعارض الذي تدرك وجوده. إذا كانت لديك بعض القيم، وكانت تصرفاتك مبنية على قيم أخرى معارضة فستقوم على الأرجح بتغيير قيمك أو تصرفاتك لتصحيح هذا التناقض. ولذلك فإن المشاريع التي تحتج بالمزايا العملية وحدها، أو توجه الناس نحو بعض البرامج غير الحرة تخجل حتى من ذكر أن البرمجيات غير الحرة غير أخلاقية. ولأجل شركائهم والعامة، فسوف يدعمون قيم المستهلك. يجب أن نرفض هذه المساومات إذا أردنا المحافظة على قيمنا.

إذا أردت الانتفال للبرمجيات الحرة بدون المساومة على هدف الحرية، راجع منطقة موارد مؤسسة البرمجيات الحرة، فهي تسرد قائمة بالمعدات والأجهزة التي تعمل مع البرمجيات الحرة، وقائمة بتوزيعات غنو/لينكس الحرة بالكامل يمكن تثبيتها، وآلاف حزم البرمجيات الحرة التي تعمل في بيئة مكونة 100% من برامج حرة. إذا أردت المساعدة في إبقاء المجتمع على طريق الحرية، فإن إحدى أهم الطرق هي التمسك علنًا بقيم المواطنة. عندما يناقش الناس ما هو جيد وسيء، أو ما يجدر القيام به، نوه بقيم الحرية والمجتمع ودافع عنها.

إن الطريق الذي يدفك بسرعة أكبر ليس أفضل إذا انتهى بك إلى المكان الخطأ. إن المساومة أساس لتحقيق هدف عالِ، لكن احذر من المساومات التي تبعد عن الهدف.


لنقاط شبيهة في أوجه مختلفة في الحياة، أنظر ”وكزة“ ليست كافية.